العلاج باستخدام لاقمات البكتيريا: أملٌ جديد تجاه مقاومة المضادات الحيوية
Bacteriophage © Kevin Gill / Flickr
بقلم: د. أيمن الشبيني
إنّ العالَم يتجه الآن نحو عصر ما بعد المضادات الحيوية، حيث لُوحِظ ارتفاع معدلات مقاومة المضادات الحيوية في العالم بأسره، وذلك حسب تقرير عالمي عن المراقبة والرَّصْد، عنوانه "مقاومة مضادات الميكروبات"، نشرته منظمة الصحة العالمية (WHO) في شهر إبريل من هذا العام 2014(1).
إنّ إساءة استخدام هذه المضادات الحيوية، من خلال إفراط الأطباء في وصفها كعلاج للمرضى، إلى جانب فشل المرضى في تناوُل الجرعة المناسبة من هذه المضادات الحيوية حتى نهاية المدة الضرورية للعلاج، قد أسهَمت في ظهور البكتيريا المقاوِمة للمضادات الحيوية. ونتيجةً لذلك.. وَرَدَ في التقرير السابق ذِكْره أن اثنين من المضادات الحيوية المستخدَمة على نطاق واسع (الكاربابينيم، والفلوروكينولونات) التي تعالِج الالتهاب الرئوي، والتهابات المسالك البولية ـ على التوالي ـ لم يَعُد أيٌّ منهما يعمل بشكل صحيح مع المرضى الذين طوَّروا مقاومةً لهذين المضادَّين الحيويَّين في جميع أنحاء العالم، حتى أصبح هناك خوف من احتمالية بقاء المرضى يعانون المرض لفترات أطول، دون تماثُل للشفاء، أو ربما زيادة احتمال معدلات الوفاة.
وقد دعا التقرير إلى اتخاذ إجراءات عاجلة؛ للتنسيق ما بين جميع مَنْ يهمّهم الأمر، وأصحاب المصلحة، مثل المتخصصين في الرعاية الصحية، وصانعي القرار، ورجال الصناعة، والجمهور. كما ناقش التقرير ما ينبغي أن يُؤخذ في الاعتبار من إجراءات أساسية في المعركة ضد المقاومة للمضادات الحيوية، مثل إدخال تقنيات مَنْع ورَصْد المشكلة عن كثب، وتطوير المضادات الحيوية والأبحاث الجديدة، ومحاولة إيجاد وسائل جديدة لمكافحة العدوى.
وهناك طرق حديثة في التعامل مع العدوى البكتيرية، منها لاقمات البكتيريا (الفيروسات البكتيرية)، التي لديها القدرة على إصابة وقتل البكتيريا المسبِّبة للأمراض المختلفة.
ولاقمات البكتيريا لها عدة خصائص ذات فائدة علاجية، أو تعتبر عاملًا للمكافحة الحيوية. ومن تلك الخصائص أن كل جرثومة لديها لاقمة البكتيريا الخاصة بها، ووجودها طبيعيا في البيئة، كما أنها تتكاثر ذاتيًّا، وتحد من نشاطها ذاتيا.
وتُوجَد لاقمات البكتيريا حيث يتكاثر مُضيفوها بشكل طبيعي في اي بيئة. وخلافًا للمضادات الحيوية التي يمكن أن يستغرق تطوير واحد جديد منها عدة سنوات، فلاقمات البكتيريا يسهل عزلها وتطويرها. وتستغرق عملية عزل سلالات جديدة من لاقمات البكتيريا بضعة أيام قليلة أو أسابيع. فقد وَرَدَ في تقارير (2,3,4) أن بعض الأمراض المعدية في البشر والحيوانات ثبت علاجها بشكل أكثر فعالية باستخدام لاقمات البكتيريا، مقارنةً بالعلاج بالمضادات الحيوية.
تعمل مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا على مجموعة أبحاث حول استخدام لاقمات البكتيريا لأغراض علاجية؛ للإسهام في حل أزمة مقاومة مضادات الميكروبات، التي يشهدها العالم. ونهدف في مدينة زويل إلى استخدام لاقمات البكتيريا؛ لتدمير البكتيريا المسبِّبة للأمراض المختلفة، مثل أي كولاي والتي تتسبب في النزلات المعوية، والسالمونيلا والتي تتسبب في حالات التسمم، والمكورات العنقودية والتي تتسبب في العديد من الأمراض من أبرزها الالتهاب الرئوي. كما نعمل على تطوير استخدام لاقمات البكتيريا لتحديد البكتيريا المسبِّبة للأمراض المعدية في كلٍّ من مختبرات التشخيص، والمستشفيات، من خلال تقنيات مختلفة.
مراجع:
1. WHO, Antimicrobial resistance global report, 2014.
2. Kochetkova V A, Mamontov A S, Moskovtseva R L, Erastova E I, Trofimov E I, Popov M I, Dzhubalieva S K. Phagotherapy of postoperative suppurative-inflammatory complications in patients with neoplasms. Sov Med.1989;6:23–26
3. Meladze G D, Mebuke M G, Chkhetia N S, Kiknadze N I, Koguashvili G G, Timoshuk I I, Larionova N G, Vasadze G K. The efficacy of staphylococcal bacteriophage in treatment of purulent diseases of lungs and pleura.Grudn Khir. 1982;1:53–56
4. Sakandelidze V M. The combined use of specific phages and antibiotics in different infectious allergoses.Vrach Delo. 1991;3:60–63